ذاكرة التاريخ

الذاكره هى الجزء الأهم فى جسد الإنسان فبها يستطيع أن يستعيد الكثير من المواقف والمعلومات التى سبق ومر بها أو تعلمها . وفى البداية دعنى أسالك سؤال ماذا لو عرضت عليك المال الذى يكفيك طوال حياتك حتى مماتك مقابل أن تسلب منك ذاكرتك ؟

إذا كأنت إجابتك بالموافقه على ذلك فليس هناك جدوى من قراءة هذا البوست أما إذا كانت إجابتك بالرفض فدعنى أقول لك أن ذاكرة الأمم هى أهم بكثير من ذاكرتنا الشخصية فالذاكره الشخصية تهم فرد واحد فقط أما ذاكرة الأمم فهى تهم كل من يعيش فى الحاضر والمستقبل لولاها ما عرفنا كيف عاش من يسبقنا كيف كأن أكلهم وملابسهم وثقافتهم وأدواتهم لما عرفنا كيف ظهرت التكنولوجيا الحديثة وما مراحل تطورها ما عرفنا عن الأوبئة التى كانت تحصد أرواح الملاين وحاولنا تفاديها الأن ما علمنا شئ عن حضارتنا وعظماتهاأعتقد إنك الان تقدر أهمية ذاكرة الأمم أو ذاكرة التاريخ كما كتبت العنوان .
وإذا تعمقنا فى ذاكرة التاريخ بعض الشئ سنجد أننا كمصرين أصحاب أقدم حضارة فى العالم وكعرب أصحاب أقدم إتحاد فيدرالى فى العالم والذى كان يسمى بالخلافة ولكنها كانت خلافة الخلافاء الراشدين وليست خلافة شرزمة ممن يدعون الدين .وذلك كان فى وقت الغرب وباقى الامم يعيشون التخلف والمرض والخوف مما جعلهم يطمعون فى بلادنا وحضارتنا وشنوا الحروب الصليبية من الغرب والحروب الماغولية من بلاد الشرق منطقة الصين الان ولكن يظل الغرب هو من يبحث عن حضارة لذاته حتى يجعل هناك اثاث للتقدم الذى وصل إليه فأرادوا أن يلعبوا فى ذاكرة التاريخ الخاص بهم والتاريخ الخاص بنا وذلك بإظهار حقائق زائفة وطمس حقائق حقيقية بغية أن تأتى الاجيال القادمة وتؤمن بالزيف وتجحد الحقيقة.
الا ترى أن الغرب يحاول أن يصنع تاريخا وهميا بقصص هى فى الحقيقة ليست اكثر من خيال ولكنهم وثقوها وجعلو منها حقيقة فى تاريخهم وأفلامهم وكتبهم ومن هذه الأساطير أسطورة الملك أرثر والتى قد تعتقد أنت نفسك أنها حقيقة نتيجة أنك رايت أحد المؤرخين يتحدق عنه ولكن للاسف هى شخصية زائفة إرتبطت بإسم احد ملوك الغرب قديما والبعض حاول إظهار مدى كذب تلك الأسطورة ولكن دون جدوى لأنها تعتبر زيف مقبول .وهناك أيضا بعض القصص التى لم تدرج كتاريخ ولكنهم يعتبرونها من التراث القصصى لهم فى حين أن معظمها مستقى من الأساطير العربية كالعنقاء ومن هنا ظهر التنين الصينى وكذلك كابتن أمريكا والزومبى وسوبر مان الذى يرمز لامريكا القادم من السماء الذى لا يمكن أن يأزيه أى شئ على وجه الارض ولكن لجعل القصة مقبولة جعلوا هناك فقط الكريبتون الذى يمكن أن يضعفه وغيرها وغيرها من الاساطير التى أنشأوها وما زالوا . ولكن لقول الحق وعدم إنكار الحقيقة كان هناك حضارتى الإغريق والرومانية  فى أوروبا وكانت على أعلى طراز سياسى ولكنها لم تكت تعترف إلا بروما وكان كل الدول من حولها سواء فرنسا أو غيرها يعتبرون عبيد لهم وتعتبر من الحضارات الحديثة مقارنة بالحضارات العربية الفراعنة والفينيقين والسومرين والبابيلين .

نأتى لكونهم يطمسون الحقائق قالوا أن الحضاة العربية أدت لتأخر الأندلس (أسبانيا الأن) 500 عام عن الحضارة الاوروبية فى حين أنهم أنفسهم يعتبرون مؤلفات علماء الاندلس المسلمين هى أم الكتب العلمية والحضارية ولا أعلم وجه لهذا التناقض أيضا فى الربيع العربى الزائف حاولوا طمس الحضارات العربية وهدم التاريخ وللاسف كان يساعدهم البعض بقوله أن الأثار المصرية تماثيل يجب طمسها وتكسيرها . ولا أعلم هل هناك أحد منهم أفضل من عمرو بن العاص الذى فتح مصر وكان بها التماثيل المصرية وأبو الهول والتماثيل الرومانية ومع ذلك لم يطمسها أو يهشمها.
نأتى لسبب إنى كتبت هذا البوست -وكان من المفروض أكتبه فى البداية ولكنى أثرت كتابته فى النهاية - هو ما فعلته داعش بمكتبة الموصل ومتحف الموصل فى العراق تلك الجماعه التى تضم الحمقى والمرضى والأغبياء حول العالم يزيلون ذاكرة العراق الحضارية والتاريخية فو افترضنا ان تهشيم الأثار لأنها أوثان رغم أنها لا تعبد ولا يخاف من عبادتها فماذا عن الكتب فى المكتبات هل هذا من نشر العلم أم إنه تطبيق لقول سيدنا محمد "إطلبوا العلم ولو فى الصين" حتى لو كانت فى نظرهم كتب أهل الشرك مع العلم أن معظم هذه الكتب مؤلفات عربية فليس هناك ما يعطيهم الحق فى حرقها من اين سيعلم الأجيال القادمة تاريخهم وكيف سيكون لديهم حصيلة علمية هل سيذهبون لراعية الإرهاب فى العالم أمريكا لكى يعرفوا تاريخهم وهل سيصدق هؤلاء فى رواية تاريخ العراق أم أنه الزيف ما سيتعلمونة .
هوية شعب بالكامل تمحى فى كتبها وأثارها وللاسف كل الأسف لا نستطيع فعل شئ حتى المنظامات العالمية التى تصدع رؤسنا كل يوم بحماية التراث الحضارى والإنسانى تعيش فى دور الأعمى الذى لا يرى  . فالعالم أجمع الان والمجتماعات البشرية أجمعها والعرب خاصة يطبقون كلمة "وأنا عامله نفسى نايمة" وسيظلون يهملون فى ميراثهم الثقافى حتى يصبح الملك أرثر هو من حكم بلاد العرب وكان خدام له .
إن ظللنا هكذا فإنتظروا قدوم الملك ارثر ليحكمنا.
والاغرب من ذلك إن الدنيا تقوم ولا تقعد لموت شخص فى ملعب أو مظاهره أو فى انفجار أو موت كلب بطريقة وحشية ولا تقوم لموت حضارة بأكملها حتى حقوق الكلاب فى تلك الحضارة القديمة لم نستطع أن نأخذها من منتهكى التاريخ . والصمت على ما يحدث سيكون الدور على حضارات الشام وقد يحاولوا الوصول للفراعنه ولكن الفراعنه إستطاعوا حماية مقابرهم لألاف السنين ولكننا لا نستطيع أن نحافظ على تراثنا لعدة اعوام من السرقة والتدمير .
نحن نريد تاريخ لابنائنا وأجيالنا القادمة لا نريد أن يعيشوا فى زيف حضارى لا نريدهم أن يقولوا لم يستطع أسلافنا حماية تاريخهم ويكونوا هم أهل للخضوع والإنكسار وتصبح نقطه سوداء فى حق جيلنا نحن .
لا أستطيع أن اقول اننا يجب أن نقوم بحملة ضد ما يحدث لأننا كمدونين فى تناقص وأيضا حمالاتنا دائما وقتيه وأيضا من يجب أن يتبنى تلك الحملة يجب أن يستطيع ادارتها . ولكن رغم هذا يجب على الأقل أن نخرج ما يحتوية صدورنا على مدوناتنا ويجب ان نشير لحضارات بلادنا لعلها تكون يوم ما مرجع اذا طالت يد الخراب تاريخنا.

وأعتذر على الإطالة ,,