14‏/10‏/2014

تدمير العقول


لا أعلم من اين ابدأ كلامى فالأفكار متشابكه هل ابدأ بالقص واللصق أم بالهدف منه أم بالمنظومة من بدايتها .منظومة لها هدف واحد فقط (تدمير العقول) وليس فقط مجرد مسح ذاكرتها او برمجتها .
إذا أصابك نوع من التفكير وأنت تقرأ فإعلم أن ما فى رأسك قد يكون هو المقصود . فالموضوع اشبه بالرواية المفتوحة التى لا نهايو لها وإن ظللنا نكتب عنها سنوات فلن تكفى فهناك بعد تعليمى وأخر اجتماعى وأخر اقتصادى وأخر نفسى ولكن سأحاول الإختصار بقدر المستطاع.

تبدأ الفكره من بداية خلق الإنسان حتى منتصف القرن التاسع عشرحيث ان المجتمع البشرى يرى فى الحروب متعته الخاصه فى اخذ الحق وجمع المغانم والثأر والإنتقام وفرض السيطره على الشعوبوفى هذه الفتره نزل رسل من عند الله فمنهم من نزل برساله ومنهم من نزل بدعوه ومنهم من نزل ومعه كتاب ومنهم الرسل والانبياء وحتى هؤلاء الرسل عليهم السلام لم يسلموا من الحروب لأشخاصهم وما انزلوا من أجله وان تبعهم أناس فتصبح الحروب عليهم فى النهايه هم ايضا .
وظهرت فى خلال تلك الفتره العديد والعديد من الحضارات العريقة التى ما زنا نتغنى باسرارها وغموضها الشديد كما فى الحضارة المصرية او فى نظرت الحضارات لغيرها كالحضارة الرومانية والفارسية والمغول والبابلية وحضارات معين وسبأ وحمير والاشورين والفينيقين والسومارين وغيرهم و أخيرا أكبر أكذوبة الحضارة الامريكية التى نشات كسجن للصوص . المهم أن كل تلك الحضارات لجأت للحروب العنيفه من أجل فرض سيطرتها أو الدفاع عن نفسها .
الا انه فى بداية القرن التاسع عشر ابتدأت القوانين توضع على هيئة مدونات قانونية زى الى احنا عارفينا النهارده وفى منتصف القرن ده ابتدأت فكرة ان العالم كله يبقى على اتصال مع بعضه خصوصا لما ظهر التليفون الى بيشتغل بحبل بتاع زمان ولما نزل بزراير كان سبق علمى ايامها الحمد لله مشفوش الموبايل
المهم الفكره فضلت تتطور لحد بداية القرن العشرين ونشاة عصبة الأمم واتفككت بعد الحرب العالمية وظهرت منظمة الامم المتحده وتحولت السياسه الى امريكا وطبعا مش ده موضوعنا خالص سيبك من الى فات ونبدأ من الأول 
فى فترة نهاية التمنيانات وبداية التسعينات ظهر مجموعه من الاشخاص ليهم هدف اسمه من اجل عالم جديد ودول بقى ممكن تالف فيهم مراجع وأخدوا اسماء كتير منها شيوعيه وليبراليه وعلمانية وبعض الالقاب الجديدة الناس دى يقولك مفيش إله ولكن فى حقيقة معتقدهم بيامنوا بقوى روحانية شيطانية تتمثل فى عبدة شيطان أو عبدة يأجوج ومأجوج ومنهم عبدة المسيخ الدجال وكل مجموعه فيهم بيقولك انا لا أومن بإله فى حين انه بيمهد للإله بتاعه انه يظهر وبرضه ده مش موضوعنا الأساسى لان كل واحد منهم عايز قعدة عرب علشان نقدر نقول هو ايه .
الفكره بقى ان تغير السياسه العالمية ناتج اساسا عن الجماعات دى وللأسف يتبعهم ناس ملهمش فى اى حاجه وهنتكلم فى ده مره تانيه المهم ان قبل ظهور الجماعات دى ولحد قريب مش قريب أوى كان التعليم فى العالم كله بيعتمد على الفهم وتنمية القدرة التحليله للمتعلم يعنى الطالب يقدر ياخد معطيات ويطلع هو نتائج عليها وده ليس فى صالح النظام العالمى الجديد الى بتحركة نظم سياسية خفية فيبقى لازم الطالب يتمحى منه القدره التحليلية ويصبح قدرة تخزنية فقط يخزن المعلومة دون تحليلها وده مهيتمش بين يوم وليله فيبدأوا بتغير المناهج الدراسة وطريقة التدريس ونطبق تجارب دول تانيه هما مش بيعملواها اساسا وناخد بقى جيل المدرسين الى اتربى بالطريقه دى ونجعل المنهج الدراسى أكثر غباء مع عدم وجود ملكة التحليل لدى المعلم فيقول للطالب احفظها كده فيقتل القدرة العقلية للطالب فى التحليل والمنطق ويصبح الطالب مخزن ويكبر الطالب ويبقى معلم زى الى موجودين دلوقتى حتى الطالب مش بيحترمه ولا بيعرف يخزن حتى معلومة منه  وبكده يبقى العقلية المطلوبة جاهزه إنسان جاهل وأمى وغير متعلم ومع شهادى بكالريوس أو ليسانس ويدخل سوق العمل معندوش استعداد يتعلم جديد والقديم لازم يتدرب عليه والا ميعرفش يشتغل ولو حاجه باظت منه ميفكرش يصلحها ازاى لانه مدرسهاش أو متدربش عليها وبكده يبقى الإنسان مطابق للنظام العالمى الجديد ده الغنسان فى العالم الثالث انما فى الدول المتقدمة بيسيب عنده حته شغاله علشان يقدر يستغلها فى السيطره على عقول الباقين بياخدو طلاب ويعرضوهم لمواقف معينه وبث اخلاق غير سوية تطلع له شاب فاهم إنه فاهم كل حاجه وهو ولا له فى اى حاجه وبكده يقدر يبث أفكار تشككه فى دينة وفى اهله وعقله ويدخله فى أمور ليست من تخصصه وهو ليس باحث فى هذه الامور ويعطيه ايحاء وايهام أنه صاحب قرار حول ما يعتقد ثم يبث له ما يعتقده وهى كيف ننشئ نظام عالمى جديد يخضع لاهواء مجموعه من البشر لإستغلاله فى الربح وجمع الاموال والعيش الرغد على حساب ارواح الاخرين.
وهنا لا نتعجب كثيرا حول الافكار المتطرفه التى ظهرت فمنهم ن يذهب للتشدد فى الأديان أو أفكار معينه لدرجة تجره للكفر بها ومنهم من تاخذه أفكاره للإلحاد ويقول انه ملحد ويعجبه اللفظ فقط ومنهم ما ظهرهذه الأيام اناس يعشقون الرزيلةويجدون من التبرء من القيم وسيلتهم لذلك بدعوى الحرية المطلقه واننا فى عالم الحرية وهو اسير لأفكار تسسلت لعقله من حيث لا يدرى ومنهم من اصبح يجاهر بما يفعل وهو يعلم أنه على خطا حتى لا يعاقب وحده فى النهاية . 
إن ما نحن فيه هو ليس نتاج التربية فقط انما نتاج شرارة ادت لحرق العالم كله بدأت الشرارة بابعاد العقل عن الإبداع والتحليل وانتهت بالتشدد والتعصب للأفكار وللرياضه وللدين بل واصبحت هى الباب لكى يدخل الغرب بعض المعلومات المكذوبة عن ديننا مستغلين جهالة قطاع كبير جدا من الشباب ومنها ما قمت بالتحزير منه حيث ان منهم من جاء بكلام مكذوب أن سيدنا محمد كان يقرا ويكتب وشير فى الخير ومعلومة لم تكن تعرفها . عن اى معلومة تتحدث ومن هذا الذى لا يعرفها ومن أنت لكى تكتبها وللاسف تجد عليها 4000 شير اى ان هناك 4000 شخص خدعوا بها وسيبلغونها لغيرهم .
 سياسة تدمير العقول ما هى الا سياسه من أجل جعل عقول الشباب غير واعيه وحبيسة أفكار ليست بداخلها بل هى دخيلة عليها كمن يتحكم فى احلام شخص ويضع له ما يحلم به فى عقله هناك من يحاول الوصول لذلك كى يستطيع السيطره عليك ويقنعك باى شئ هو يؤمن به أو اى شئ هو يريده أو اى شئ فى صالحه حتى وإن وصل الى ان تمنحه ثرواتك وجسدك وارضك فكل هذا مباح اذا استاع أن يأسر عقلك . إذا كان لك ابناء فلا تعتمد على الدراسه فى تنمية ثقافتهم بل اجعل ما يقراونه فى مدارسهم وسيلة لتقوية عقولهم بالإضافه بإمداده بما يستطيع ان يحلل به كل ما يقرأ .
وليس هناك ما يدل على اهمية التحليل من الحكمة اليابانية القائلة "إذا صدقت كل ما تقرأ فمن الأفضل أن لا تقرأ"
رجاء ابنوا عقول ابنائكم حتى يبنوا شخصياتهم وحضاراتهم الجديدة فى العلم وليس عالم جديد . لا تجعلوهم ك(30) جيل مضوا ولدوا ونتعلموا ونشاؤا فى ظل نظام اتكالى هدام للعقل وللمستقبل أيضا فلم يطور عقولهم وبالتالى لم يصلحوا لسوق العمل الا بالوساطه والمحسوبية فيصبحوا معاول هدم بدل من ان يصبحوا ايادى للبناء.
اجعلوهم ايادى لبناء حضارة وليس بناء أنفسهم أو بلدهم فقط .

هناك 10 تعليقات :

  1. موضوع دسم اوى ياجمال

    كلام عاوز كثير من النقاش لانه نتاج سنين وسنين من العواله على الغرب العواله هنا اعنى بيها تقليد اعمى وعيشه والسلام على تقليدهم ونسينا عاداتنا وتقاليدنا وشريعتنا السمحه وبكده فعلا انحدرنا فى التفكير واصبحنا نورث لابنائنا الافكار دى وتتبع الغرب فى معتقداته الخاطئة منها وفقط .. علشان مش اطول عليك انت فعلا اثرت موضوع شيق للتفكير ونصيحتك غاليه وربك يقدر الجميع على تربية اولاده فى ظل ما نعايشه من ثورة فى كل شيىء يدخل بيوتنا من افكار ومعتقدات ربنا يسلم علينا جميعا وعلى عقولنا
    مودتى واحترامى

    ردحذف
    الردود
    1. بسمة ورد
      انا سعيد جدا بمرورك الدائم
      انا بايد كلامك كله وللأسف هوده الواقع الى بنعيشه الان
      أناس يخططون لهدمنا ونحن نساعدهم بايدينا
      لا بد ان نقاوم هذا إن لم نستطع فعل ذلك بانفسنا
      فلنربى ابنائنا على هذا
      تحياتى لحضرتك

      حذف
  2. جزاك الله خيرا

    نسال الله ان تعود امتنا بانية موقدة للعقول ونيرة بنوعيها وفهمها

    ردحذف
    الردود
    1. khawla mohamad

      اللهم امين
      ربنا يتقبل دعائك
      ونورتى النسر المهاجر بوجودك كما عودتينى دائما
      تحياتى أختى الكريمة

      حذف
  3. السلام عليكم اخى جمال
    اسفه على التأخير بس كان فى ظروف صعبه شويه
    بالنسبه للموضوع والله انا أحييك بشده على موضوعك اللى بيشير الى ثقافتك وعقلك وفكرك السليم
    وياريت بجد لو كلنا نفهم بجد ان دى خطه ومدروسه لافساد عقولنا وتخريبها بل وتجنيدها لاهدافهم
    لكن للاسف الكثير ينجرف وراء هذه الافكار وينبهر بها دون تفكير ودون وعى

    ردحذف
    الردود
    1. قمر وليل

      أنا كمان أسف على تاخرى فى الرد وأيضا كان لظروف صعبه :)

      وطبعا شكرا لحضرتك على كلماتك الى تعتبر تشجيع لى وإن كان ما تصفين به موجود بحضرتك
      وأنا سعيد جدا إنك توصلتى لمحور الموضوع واساسه

      شرفتينى بالتعليق وتواجدك الدائم

      حذف
  4. الاحتلال الان اصبح احتلا فكري بحت
    وتدمير الشباب اللي همه المستقبل

    ردحذف
    الردود
    1. شمس النهار
      إنه إحتلال فكرى عقائدى
      يحاول أن يمحو ذاكرتك واقناعك بما يريد
      يريدون أن يصبح العالم ريبوتات فى ايديهم

      حذف
  5. موضوع دسم جدااا
    ولو كل شخص يقرأ ويفهم فعلا مكانش حالنا اصبح سيء لهذه الدرجة
    حتي من يري الخطأ لا يصححه كأنه بمعرفته للحقيقة يكفيه انه يعرفها فقط ولا داعي لمعرفة الاخرين
    احنا محتاجين بناء تعليمي وثقافي كبير
    محتاجين المثقفين بجد والدينيين بجد وف الوقت الي فيه اصبح الاتشدد سمة المصريين ننادي بالتيسيير والوسطية
    عايزيم بناء عقولم صحيحة وليست مريضة كما نعاني
    بس يا رب ده يحصل قبل ما اموت

    ردحذف
    الردود
    1. رحاب صالح

      شكرا لمرورك الدائم
      ورأيك الصائب أيضا حيث أن تغير المنظومة الكلية للثقافه والتعليم هو بداية لمواجهة ثقفافات الاخرين المتدنية والاقل تحضرا وإنشاء عقول لها منطقها وجوهرها

      سلمتى ودمتى منورة النسر المهاجر

      حذف