2‏/9‏/2016

لم يحبنا العالم، ولم يتركني لقدري

#ريحانه_جباري
مهندسة ديكور إيرانيه ، في عام 2007 طلب منها ضابط أمن في الإستخبارات الإيرانيه تيجي تعملُه بعض الأعمال بإعتبارها مهندسة ديكور شاطره .
حاول ضابط الأمن يغتصبها ، لكن ريحانه ماستلمتش ، قتلتُه.
بدأت التحقيقات من بعد الواقعه ، و في المحاكمه سألها القاضي: لماذا قمتي بقتله؟
أجابت: دفاعاً عن شرفي
فقال: هذا ليس مبرر
فأجابت: لأنك بلا شرف
فـ حكم عليها القاضي بالإعدام ، و تم إعدامها في عام 2014 .
قبل إعدامها سابت ريحانه رساله عظيمه لأمها توصيها بالتبرع بأعضائها للجمعيات الخيريه ، بغض النظر عن الجزء ده ، الرساله دي أنا إنحصرت جواها شهور ، عيشتها ، و كرهت الحياه بسببها و فكرت لـ لحظه في الإنتحار .
- نص الرساله -
" عزيزتي شعلة، علمت اليوم أنه قد جاء دوري للقصاص، أشعر بالأسى لأنك لم تخبريني أني قد وصلت إلى نهاية رحلتي في الحياة، ألا تعتقدين أنه من حقي أن أعرف؟ أتعلمين ؟ أشعر بالخزي لأنك حزينة، لماذا لم تمنحيني الفرصة لأقبل يدك، ويد أبي؟
لقد عشت 19 عاما في هذا العالم، وفي تلك الليلة المشؤومة كان يجب أن أكون أنا القتيلة، جسدي كان سيلقى في زاوية في المدينة، وكانت الشرطة ستستدعيك بعد أيام إلى مكتب الطبيب الشرعي لتتعرفي على جثتي، وكانوا سيخبرونك وقتها أنني اغتصبت، ولم يكن لأحد أن يتوصل إلى هوية القاتل لأننا لا نملك أموالهم ولا نفوذهم، عندئذ كنت ستكملين بقية حياتك في معاناة وفي عار، وكنت ستموتين كمدا بعد بضع سنين، وهذا كل شيء.
لكن تلك الضربة اللعينة غيّرت القصة، فلم يلق جسدي جانبا بل أُودع في قبر سجن "أوين" بزنزاناته الانفرادية، والآن في سجن "شهر رى" الذي يشبه أيضا القبر. استسلمي للقدر ولا تشتكي، أنت تعلمين أكثر مني أن الموت ليس نهاية الحياة.
منك تعلمت أن المرء يأتي إلى هذا العالم لكي يكتسب خبرة ويتعلم درسا، وأن مع كل ولادة تلقى على حامله مسؤولية، تعلمت أنه على المرء أن يقاتل أحيانا. أذكر أنك أخبرتني أن رجلا احتج على الجلاد الذي كان يضربه بالسوط، فضربه الأخير بدوره على رأسه ووجهه حتى الموت. لقد أخبرتني أن المرء يجب أن يثابر حتى يعلي قيمته حتى إن كان جزاءه الموت.
تعلمت منك أنني بذهابي للمدرسة وجب أن أكون كسيدة في مواجهة الشجار والشكوى، هل تذكرين إلى أي حد كنت تشددين على سلوكنا؟ لقد كانت تجربتك خاطئة. حين وقعت الحادثة لم تساعدني مبادئي، فأثناء المحاكمة بدوت قاتلة باردة الدم ومجرمة لا تملك ذرة من الرحمة. لم أذرف دمعة واحدة ولم أتوسل إلى أحد ولم يغمرني البكاء.لأنني كنت أثق في القانون.
لكني اتهمت باللامبالاة أمام الجريمة. أترين، لم أكن أقتل يوما بعوضة وكنت ألقي بالصراصير بعيدا، فأصبحت في لحظة قاتلة مع سبق الإصرار. لقد فسروا معاملتي للحيوانات على أنه نزوع لأن أصبح ذكرا، ولم يكبد القاضي عناء النظر إلى أني كنت أملك حين الوقائع أظافر طويلة ومصقولة.
كم كان متفائلا من ينتظر العدالة من القضاة، لم يلتفت القاضي إلى نعومة يدي، لا توحي بأني كنت رياضية أو ملاكمة بالتحديد. البلد التي زرعت في قلبي حبها لفظتني، ولم يساعدني أحد وأنا تحت ضربات المحقق وأسمع أحط درجات السباب.
وبعد أن تخلصت من باقي علامة الجمال الباقية في جسدي أعطوني مكافئة 11 يوما في الحبس الانفرادي.
عزيزتي شعلة، لا تبكي على ما تسمعيه مني الآن، في أول يوم لي في مركز الشرطة عنفني ضابط كبير السن أعزب بسبب أظافري، " عرفت يومها أن الجمال ليس من سمات هذا العصر. جمال المظهر، الأفكار والرغبات، جمال الخط، جمال العين والرؤية ولا حتى جمال الصوت الجميل."
أمي العزيزة، تغيرت فلسفتي وأنتِ ليست مسؤولة عن هذا. رسالتي لا تنتهي وسلمتها لشخص تعهد بأن يرسلها إليك بعد أن يتم إعدامي دون حضورك أو علمك، لقد تركت لك الأثر المكتوب ميراثا.
لكن وقبل أن أموت أريد أن أطلب منك أن تلبي جزءا من وصيتي. لا تبكي واسمعيني جيدا، أريد منك بأن تذهبي للمحكمة، وتعلني رغبتي، لا يمكنني كتابة هذه الرغبة من داخل السجن، لذا سيتوجب عليك أن تعاني من أجلي مرة أخرى. هو الأمر الوحيد الذي لن أغضب إذا اضطررت أن تتوسلي من أجله، علما وأنني رفضت أن تتوسلي لإنقاذي من الإعدام.
أمي الطيبة العزيزة شعلة الأعز عليّ من روحي، لا أريد أن أتعفن تحت الثرى، لا أريد لعيني أو لقلبي الشاب أن يتحول إلى تراب. توسلي إليهم ليعطوا قلبي، وكليتي، وعيني، وكبدي، وعظامي، وكل ما يمكن زرعه في جسد آخر إلى شخص يحتاج إليهم، بمجرد إعدامي. لا أريده أن يعرف اسمي، أويشتري لي زهورا ولا حتى أن يدعو لي.
أقول لك من صميم قلبي أني لا أريد أن أوضع في قبر تزورينه وتتألمين، أريدك أن ترتدي الأسود. أبذلي ما في وسعك لتنسي أيامي الصعبة، واتركيني لتبعثرني الريح.
" لم يحبنا العالم، ولم يتركني لقدري " ، أنا استسلم الآن وأقابل الموت بصدر رحب.
أمام محكمة الله سأوجه الاتهام للمفتشين وقضاة المحكمة العليا الذين ضربوني وأنا مستيقظة ولم يتورعوا عن التحرش بي، أمام الخالق سأوجه الاتهام إلى الطبيب "فروندى"، سأوجه الاتهام إلى "قاسم شعباني" وكُل من ظلمني أو انتهك حقوقي، سواء عن جهل أو كذب، ولم ينتبهوا إلى أن الحقيقة ليست دائما كما تبدو.
عزيزتي شعلة ذات القلب الطيب، في الآخرة سنوجه نحن الاتهام وسيكونون هم مُتهمون. دعينا ننتظر إرادة الله.
أردت أن أضمك حتى أموت. أحبك.
منقول من صفحة د/ رشا على الدين

هناك 6 تعليقات :

  1. آلمتني يا جمال ولكن وضعتني أمام شخصية تستحق التأمل والاحترام
    تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. الفاطمة
      نورتى مكانك فى النسر المهاجر
      وحقا هى شخصية تستحق كل الإحترام والتقدير
      فهى شخصية نادر وجودها
      انا سعيد جدا بزيارتك الجملة
      تحياتى

      حذف
  2. منتهى الألم والقسوه
    والظلم أيضا
    .......
    تحياتى ليك اخى جمال
    احييك على نقل الرساله

    ردحذف
    الردود
    1. أختى قمر منورة المدونة كالعاده

      أنا معك انها منتهى الألم ولكنه ألم من أجل شئ جميل
      من أجل احترام الذات . من أجل كرامة شامخه
      لم يكن ألم من أجل لا شئ ولكن من أجل شئ نبيل
      تحياتى لشخصك الكريم
      دمتى بخير

      حذف
  3. صباحك ورد وفل

    وجعت لي قلبي على الصبح كل يوم اقول ادخل اشوف البوست 'انشغل وانسى لغاية ما قررت النهارده... الشخصيه رائعه ربنا يرحمها ويغفر لها
    تفكير ريحانة يدل على أنها تربيت على يد ام رائعه وأب محترم

    بس برضه تعبتني منها

    ردحذف
    الردود
    1. زهراء
      صباحك كل حاجه جميلة
      أعتذر عن الايلام النفسى لكى ولإخواتى قمر والفاطمة ولكنها مثل يستحق أكثر من مجرد تكريم هى حقا تربية إمراه رائعه وبيت قويم لأنها إختارت كرامتها وشرفها فوق اى شئ حتى ولو كانت حياتها ربنا يكتبلها الجنة ويرحمها ويغفر لها
      مودتى وإحترامى

      حذف