22‏/6‏/2013

نعم يازوجي العزيز .. رجل أنا

عندمـا قمت بحمــل عبــوة الغاز المليئة لتغيير تلك التي فرغت في المطبخ ,
همست خالتي لزوجــي زاجرة : قم احملها إنها ثقيلة جدا .فما كان منه إلا أن رد هازئا كعادتهِ : لا تخافي يا أمي ـ هـــدى ـ رجل ولا أجدعهم , حتى أنها لا تضع كحلا كالنســاء , بعد قليل سترين شاربــا ينبت لهــا .
عضت خـالتي على شفتها في محـاولة لإسكاته , لكنه أضاف : انظري إليها هل هذا منظر إمــــرأة ؟

نظرت إليه , ولم أر رجلا ... لم أر إلا امرأتين تتحدثان إحداهما كانت خــالتي .


نعم يازوجي العزيز ..رجل أنا , منذ أن سفحت رجولتك على الاستراحات

و المقاهي تقضي فيها جل لياليك لتعود مع أذان الفجر , وعندما أرقت ماء وجهي أمام كل من أعرف من الأقارب ليقوموا بالبحث عن عمل لك وبحمل ملفاتك وتقديمها ودعمها مرة تلو الأخرى ولم يتبق إلا أن يداوموا بدلا عنك ,ولما كلفك كل مدير من مديري أعمالك بعد فترة وجيزة من استلامك لكل عمل بمهمة استثنائية جليلة ماهي إلا زيادة عدد العاطلين عن العمل إثر تخلفك وتأخرك المتكرر, فأنت لا تستيقظ صباحا كما هو كل موظف في العالم , ذلك لأنك لاتستطيع التقصير في عملك الليلي , وهذا مالم يقدره السادة المديرون , لا أفهم كيف لم يستطيعوا أن يدركوا أي خدمة تقوم فيها كل ليلة لهذا الوطن وأنت تحصي عدد استراحاته وقهاويه ... ومن سيفعل ذلك إن لم تفعل أنت ؟.....
رجل أنـــا في كل مرة أغادر المنزل طلبا لرزق عيالي وأترك خلفي ـ كما هي العادة ـ زوجتي في المنزل نائمة , إذ أن تحصيل الرزق عادة على عاتق الرجـــال . وعندما تتشدق أمام الناس مفاخرا , أنا مصروفي في الشهر يتجاوز الـ .... , وتنسى أن تقول لهم من أين تحصل أصلا على مصروفك . وعندما نقف أمام المحاسب إثر كل تسوق نقوم به , فتبتعد أنت تاركا الرجل يدفع كما هي العادة . وعندما يتجه إلي الأولاد طالبين مصروفهم واحتياجاتهم لأنهم يعرفون تماما أن والدهم يقف مثلهم أمامي ليطلب حاجاته .


نعم يازوجي العزيز .. رجل أنا ويشهـد علي قول الله ( الرجال قوامون على النساء بما أنفقوا ) وبما أنك تنتظر مطلع الشهر حتى تأخذ مصروفك للذهاب إلى هنا وهنــاك مني , دون أن يهتز لرجولتك شعرة في وجهك , وتترك لي تسديد الفواتير وشراء حاجيات المنزل , وقسط المدارس , وقسط سيارتك , وحتى ثمن ثوبك الذي ترتديه .
رجل أنا يازوجي العزيز تشهد علي معارض الأدوات الكهربائية , وورشات إصلاحها , وصاحب المنزل الذي يدق بابنا فلا يجد رجلا غيري لتسليمه أجرة المنزل .
رجــل أنــــا منذ أدركت أن البيت ينقصه رجـــل .
أقلت ( شــارب ) ؟؟؟ .. أنظر جيدا يا زوجي العزيز لقد نبت لي شارب بالفعل , وانقرضت مساحيق التجميل والعطور من دروجي , وما ذلك إلا لأن مرتبي لا يستطيع أن يغطي مصروفات تافهة مثل المشاغل والعطور والمكياج وهي لا تلزم عادة لـ رجـــل مثلي , حين تكون زوجتي ـ أنت ـ في حاجة إلى مصروف لعملك الاستثنائي الليلي الرائع الذي لا يقدره أحــد .

أتعرف يــازوجي ؟

نعـم لقد نبت لي شــارب منذ اليوم الذي تلاشى فيه شــاربك .

ملحوظة : هذه المقالة أعجبتنى كثيرا وخاصة أن هناك مثل هذا الزوج فى المجتمع فهو لا يتذكر فى الرجولة سوى الشارب فقط

 

 

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق