منذ فتره قصيرة لا تتعدى شهر كنت بعمل مستخرج رسمى من مركز الشرطه الذى أتبعه وقال لى الشرطى أن الورق سوف يستخرج على الساعة الواحده ظهرا وكانت الساعه
حوالى الحادية عشر فأردت إنتظار هذا المستخرج فجلست على قهوة بلدى أحتسى مشروبى المفضل السحلب وشاء القدر أن جلست بجوار رجل كبير فى السن ولكن حدثت بعض المواقف منه كانت غريبه بعض الشئ بالنسبه لرجل يعيش فى زماننا هذا فلقد كان يتناول وجبة الإفطار وامامه فنجان من القهوة وكان يجلس على يسارى وهناك شخص أخر كان يجلس بالقرب منا ويظهر عليه علامات الفقر وكان على وشك ترك القهوة فبعد ان فرغ الرجل العجوز من طعامه وشرب القهوة طلب من القهوجى الحساب فقال له 6 جنيهات وأراد أن يدفع للرجل الفقير أيضا فأصبح الحساب 8 جنيهات فأخرج عشرون جنيها وقال للقهوجى خذ حسابك و2 جنيه ليك وقسم ال10 جنيهات بينك وبين من يحضر الطلبات ففسرت ذلك بانه نوع من الصدقه وطيبة القلب وكان يظهر على الرجل أنه إجتاز السبعين من العمر وبعد حوالى عشر دقائق نادى القهوجى وطلب منه رباط ضاغط ليده فذهب القهوجى وأحضر الرباط وكان اعطاه عشرون جنيها أخرى فكان تكلفة الرباط 4 جنيهات وقال له قسم الباقى بينك وبين من يحضر الطلبات لم أستطع تفسير ذلك هل صدقه او أنه يتخذها وسيلة جذب إنتباه للاخرين عموما قد يكون بدافع الصدقه أيضا .
ولأن القهوة من الداخل ذات مساحة صغيره فكان هناك أربعة رجال يجلسون لشرب الشيشه وياتون بالتبغ الخاص بهم لانهم يضيفون عليه عسل لا أعلم لماذا ولكن بعض الاشخاص يقومون بهذا السلوك والشيشه التى أمامهم لا تنطفئ نارها فحدثنى هذا الرجل بالحديث بهذا الحديث وسوف أسرده بالعاميه كلغة الحوار الذى دار بيننا
العجوز : الناس دى بتهلك صحتها وصدرها وبتغضب ربها منها علشان ايه يعنى يشيل معسل فى جيبه ويخلطه فى بيته ويعلم ولاده يدخنوا
أنا : والله يا حاج دى بقت عاده عندهم ممكن يغيروها لكن طبعا هيقولوا صعب ربنا يهديهم
العجوز : أنا عمرى مدخنت فى حياتى غير مرة أو اتنين وحلفت إنى مش هدخن تانى
أنا : صدرك نضيف يا حاج يبقى ليه تبوظه
العجوز : يبنى التوعيه زمان مكنتش زى دلوقتى زمان كان ممكن يحرقك بحديدة ويقولك بعالجك من البرد
أنا : طبعا كنت هموت من الضحك وابتسمت بس إحتراما له بس قولتله العلم إتقدم والناس بقت عارفه الصح من الغلط والى عايز يغلط فى النهايه على دماغه
العجوز: مهو الغلط لو إنتشر هيبقى على دماغنا إحنا كمان وجيلنا خلاص يلا حسن الختام إنما الاجيال الجاية ذنبها ايه
أنا : لنا الله يا حاج وبعدين يا ريت المشكله فى التدخين بس إنما كل حاجه بقت أى كلام
العجوز : فعلا حتى الاكل مبقاش له طعم أكل زمان لو موجود دلوقتى كان إتباع بالجرام
انا : قولتله موجود يا حاج بس بالواحده ممكن تشتريه من المزارع الأورجانك (الزراعة العضوية) بدون مبيدات أو سماد
العجوز : يلا هنعمل ايه أدى الله وأدى حكمته
وسكتنا لحد كده وقولت الحمد لله شوية والأخبار اشتغلت والجيش الحر وسوريا والحورارت الى بنسمعها كل يوم عن سوريا لقيت الحاج إتكلم تانى
العجوز : العرب دلوقتى بقى ملهمش لازمه ولا كرامة كل واحد بيدور على القرش الى فى جيبه والكرسى الى تحته وبيتفسحوا بره وسيبين الشعب يموت مش واجب عليهم إنهم يحرروا سوريا
أنا :بس سوريا النزاع فيها داخلى هما فعلا مفروض يتدخلوا بس تدخلهم مش كعرب أو مسلمين إنما لازم تدخلهم يبقى كمجتمع دولى
العجوز : مجتمع دولى ايه هما ميعرفوش معنى كلمة مجتمع دولى دول يعرفوا البنك الدولى بس العرب كانوا زمان
أنا : عرب زمان يا حاج كانوا محتلين وطالع عنيهم ومكنش فيه بلد مستقله
العجوز : أنا بتكلم عن عبد الناصر
أنا : عبد الناصر كان له عيوب هو كمان بس منكرش إنه كان رئيس مميزاته أكتر أو على الأقل كان المصرى له كرامة
العجوز : أه فعلا كان المصرين هما الى بيعمروا دول العرب أيام مكانوا لسه بدو
أنا : بس مفيش حد فيهم حمل الجميل له ولا لمصر
العجوز : هما ديما كده زى الست المطلقه لازم تتهان فى بيت ابوها علشان ترجع لجوزها وتعرف إنه حلو لازم يتضربوا كلهم علشان يتحدوا
أنا : يلا يا حاج ربنا يعمل الى فيه الخير
طبعا عم الحاج كان فى ايده جرنال قديم كان لافف فيه الأكل بتاعه وفيه خبر عن الجراد الذى يجتاح مصر ومكتوب وزير الزراعه يؤكد أننا قضينا على تقريبا 71521 المهم رقم زى ده وكان فيه كسور بس الاحاد بتاعه كان واحد قام الحاج إصطادنى تانى
العجوز : الحكومة الى موجوده دى بتستخف بعقولنا أل يعنى الوزير قعد يعد جثث الجراد وفى لأخر لاقى جراده ميته فى زاويه فحطها ديما إستخفاف إستخفاف إستخفاف هنعمل ايه فى البلد دى حكومة شيوخ وبيكدبوا وعارفين إن الناس هتعرف إنهم كدابين
أنا : أنت مش تايه يا حاج عن أخبار الجرايد زى أفلام الاكشن لازم حته تشويق
العجوز :أنت بتايدهم
أنا : لا والله اي حاج بس كنت أتمنى إنهم يبقوا كويسين علشان مستقبلنا يبقى منور وجميل
العجوز :مسيرها تفرج المهم ربنا يعدى ايامهم على خير
أنا : يا رب يا حاج
وفى نفس الوقت دخل القهوة واحد ملتحى وطلب حلبه حصى وشيشه لقييت الحاج قام قالب على الراجل ومكمل كلامه
العجوز : مش عارف الناس دى بتربى دقونها ليه مفروض أخر حاجه تبقى الدقن
أنا : مش فاهم يا حاج بس دى سنة
العجوز : يعنى الواحد بعد ميحس إنه بقى بعيد عن الشبهات ويتبع السنن كامله يتممها بالدقن مش يبقى فلاتى ويجى يطبق السنة يبتدى بالدقن انا مثلا فى التربية والتعليم وحتى الان بيقابلنى طالبات كانوا عندى بقوا شبات ولما بيقبلونى بيسلموا على طيب لو واحد شافنى بسلم عليهم وأنا مربى دقنى هيقول الشيخ ده مش محترم بيسلم على واحده ميعرفهاش وهو مربى دقنه عادى فانا لما ألتزم بكل السنن أبقى أتممها بالدقن
أنا : ربنا يجازيك خير يا حاج
وقعدت خمس دقايق وجات الساعه واحده وسيبت القهوة والحاج بس فضل الحوار بتاعه معلق فى عقلى فترة طويلة لانى بجد استفدت منه حاجات كتيره حتى من أسلوبه وكلامه ويمكن من الحاجات الى فادتنى إنى لازم أستحمل كبار السن لانهم بيحاولوا يتكلموا مع الناس علشان يحسوا إنهم لسه موجودين وطبعا اراء الحاج ده الى معرفتش اسمه حتى انا بعتبرها اراء سليمة .... أتمنى مكونش طولت عليكم
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق